تمر السنوات، ويظل ذكرى ميلاد الفنان الراحل سعيد صالح حية في قلوب محبيه، كنجمة متألقة في سماء الفن، ليس فقط لأنه كان أحد أبرز نجوم الكوميديا، ولكن لأن حياته كانت مليئة بالأسرار التي تعكس عمق إنسانيته وجوانب غير معروفة من شخصيته.
سعيد صالح لم يكن مجرد فنان بارع، بل كان أيضًا إنسانًا خاض تجارب حقيقية صنعت منه رمزًا للفن والمثابرة، في هذه الذكرى نستعرض تعرض الفنان الراحل سعيد صالح للسجن ثلاث مرات لأسباب متنوعة، قضى خلالها أكثر من عام داخل السجن.
لعل أشهرها عام 1981 ، عندما قدم ملك الكوميديا مسرحية "لعبة اسمها الفلوس»" وعلى إثر جملة قالها خروجا على النص: "أمى اتجوزت 3..الأول وكلنا المش والتانى علمنا الغش والثالث لا بيهش ولا بينش"، اتهم بعدها مباشرة بالسخرية من رؤساء مصروعلى إثر ذلك حكم عليه بالحبس 6 اشهر مع التغريم ب 50 جنيه.
كما تحدث الراحل عن تجربته في السجن، مشيرًا إلى أن الحياة داخله منحتهم شعورًا أكبر بالحرية مقارنة بالعالم الخارجي، واعتبر هذه الفترة سببًا في تقربه من الله وعودته إلى مسار الإيمان.
كان صالح يعتبر أصدقائه مصدرًا كبيرًا للأمان في حياته، حيث أشار إلى أن علاقته بأصدقائه كانت أشبه بالأشقاء، خاصةً علاقته القوية بالفنان عادل إمام. فقد جمعتهما العديد من السهرات والذكريات الجميلة.
وتحل اليوم ذكرى ميلاد صانع البهجة، أحد عملاقة الكوميديا في مصر، سعيد صالح، التي ستظل سيرتة الفنية تُسطّر بأحرف من ذهب في سجل الفن المصري ، المبدع البسيط الذي أضحك أجيالاً متعاقبة وأثرى شاشة السينما والمسرح بأعمال خالدة، يبقى رمزاً من رموز الكوميديا المبدعة.
بفضل موهبته الفذة وحضوره الطاغي، استطاع أن يخلق لحظات من الفرح والضحك التي لا تنسى، ليتربع في ذاكرة الجمهور، ولتظل أعماله، مثل مسرحية "العيال كبرت"، منارات تضئ سماء الكوميديا المصرية.
سعيد صالح، الذي ملأ الدنيا بهجة وحياة، قدم خلال مسيرته الفنية أكثر من 500 فيلم و300 مسرحية، وقد عرف عن نفسه قائلاً: «السينما المصرية أنتجت 1500 فيلم، وأنا نصيبي منهم الثلث».
وعلى الرغم من تعدد مجالات عمله، كان ولاؤه الأول للمسرح، حيث أطلق على نفسه لقب "فتى المسرح". بعد حصوله على ليسانس الآداب في عام 1960، انطلق في عالم المسرح، ليكتشفه الفنان حسن يوسف ويقدمه إلى مسرح التلفزيون، إلى جانب شراكته مع عادل إمام في العديد من الأعمال السينمائية.
وُلد سعيد صالح في 31 يوليو 1940 في قرية مجيريا بمحافظة المنوفية. بعد التحاقه بكلية الآداب، وانضم إلى مسرح الجامعة مع صديقه عادل إمام، حيث بدأت مسيرته المهنية الحافلة. كانت أولى خطواته الاحترافية على مسرح التلفزيون، وقدم العديد من المسرحيات الناجحة مثل "البيجاما الحمراء".
توسع صالح في أعماله ليشمل المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة، حيث كان تألقه الحقيقي في مسرحية "هاللو شلبي"، التي شكلت نقطة انطلاق نحو البطولة، رغم أنه لم يكن يسعى إلى البطولة المطلقة، بل كان يؤمن بالعمل الجماعي.
تبع ذلك تألقه في مسرحيات "مدرسة المشاغبين" و"العيال كبرت"، التي ما زالت تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم.
شارك سعيد صالح في أكثر من 500 فيلم، منها "أبواب الليل" (1969)، "الحرامي" (1969)، "كيف تسرق مليونير" (1968)، و"الرصاصة لا تزال في جيبي" (1974)، بالإضافة إلى أعمال درامية متنوعة مثل "هارب من الأيام" (1962) و"عودة الروح" (1972).
توفي سعيد صالح في عام 2005، بعد معاناة طويلة من آلام حادة في القلب نتيجة ضيق في ثلاثة شرايين، ويظل سعيد صالح، ببصمته الفنية، مصدراً للبهجة والإلهام لأجيال عديدة.